نهضة بلا إذن (12): الصدمة الأولى بعد الاستيقاظ
حين يُوقَظ القلب من سباته، لا ينهض راقصًا بل متعثّرًا. وحين تبدأ العيون التائهة في التحديق إلى نور الحقيقة، فإن أول ما تراه ليس الجمال… بل الفوضى.
الصدمة الأولى بعد الاستيقاظ ليست في الواقع من حولنا، بل في داخلنا. لقد بنينا أحلامًا طويلة فوق وسائد الذل، ونسجنا طمأنينتنا من خيوط العادة، واعتدنا على الظلام حتى ظنناه ضوءًا. لذلك، حين تنكسر قيود النوم، نشعر بأننا فقدنا شيئًا... بينما في الحقيقة قد استعدناه.
ما نراه بعد الاستيقاظ يُربكنا:
· التخلف الذي لم نرَه من قبل،
· الفساد الذي تغافلنا عنه،
· الاحتلال الذي صرنا نتعايش معه،
· الطغيان الذي حسبناه هيبة،
· والخذلان الذي كان مغطىً بشعارات براقة.
نحن لا نُصدم من الخارج فقط، بل من أنفسنا: من صمتنا الطويل، وخضوعنا المُزمن، وخوفنا المتجذر.
لكن هذه الصدمة ليست علامة فشل، بل هي أولى علامات الحياة. إنها مثل برودة الماء حين يُلقى على وجه نائم: قاسية… لكنها تُنقذ. وهذا هو الدور الذي يجب أن يلعبه كل من آمن أنّ للأمة دورًا لم ينتهِ بعد.
احذر من أن تُستغل صدمتك ضدك، فهناك من يُحسن استثمار اليقظة المرتبكة لتحويلها إلى يأس أو عبث أو ردّات فعل غير واعية. خُذ بيد نفسك، أو بيد غيرك، وذكّرهم أنّ أول خيط للنور غالبًا ما يكون أكثر إيلامًا من الظلام.
ومضات:
- "لا بأس إن شعرت بالارتباك… فهذا طبيعي."
- "من الطبيعي أن تتعثر بعد أول خطوة… المهم ألا تعود للنوم."
خطوات عملية:
- التدرج في الوعي: لا تحاول فهم كل شيء دفعة واحدة.
- البحث عن الصحبة الواعية: شارك يقظتك مع من تثق بضميره.
- تقييد الغضب والتحرك بتأنٍ: لا تكن ضحية ردات الفعل العاطفية.
"لا تسمح لصدمتك أن تُعيدك إلى الغفلة، بل اجعلها أول طوبة في بناء وعيك الجديد."
Comments
Post a Comment