نهضة بلا إذن (6): كلمة تُوقظ أمة

 

سلسلة نهضة بلا إذن

لا أحد يعلم متى تهتز الأرض
ولا متى تستيقظ أمة.
لكنّ التاريخ يعلمنا أن كل نهضة بدأت بكلمة، واحدة… فقط.


لم تكن رسالة النبي ﷺ في أولها جيشًا، ولا دولةً، ولا حلفًا سياسيًا.
كانت كلمةكلمة قالها وهو فرد في وجه أمة بأكملها
:

"إِنِّي أُرِيدُ مِنْهُمْ {كَلِمَةً وَاحِدَةً} تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ" .

"قولوا {لا إله إلا الله} تفلحوا ."

لم يكن يطلب أكثر من ذلك.
لكنّه كان يعلم أن تلك الكلمة، إن استقرت في القلب، ستصنع ثورةً على الأصنام، والموازين، والأنظمة، والولاءات.
فليست الكلمة خيطًا من حروف… بل شرارة تبدأ من الروح، وتبحث عن روحٍ أخرى قابلة للاشتعال.


فلا تحتقر كلمتك.
اكتب. تحدث. انشر. صِح في وجه الباطل، أو اهمس في أذن تائه.
كلمتك الصادقة قد تُوقظ وليًّا في قلب رجل، أو تُوقظ أمةً في صدر شعب.

قد تزرع بذرةَ "فكرةٍ كبيرة" في ذهن طفل لم يسمع من قبل عن فلسطين،
أو توقظ في قلب فتاةٍ حسّاسة معنى الكرامة والعزة،
أو تعيد لرجلٍ محبط إيمانه بأن له دورًا في هذه الحياة.


النائمون لا يستيقظون بالصفعات… بل بالكلمات.
والأمم لا تنهض بالخطب السياسية، بل بهمسات الوعي الأولى.

إن أعظم ما تملكه اليوم ليس مالك، ولا علاقاتك، ولا شهاداتك،
بل كلمتكإن صدقت، وإن خرجت من أعماق همّك، كانت كأنها من روح القدس.


خطوة عملية:

  1. اكتب اليوم منشورًا، أو مقالًا، أو حتى رسالةً قصيرة لقريب أو صديق.
  2. اجعلها كلمةً تبعث على التفكير، لا الترفيه… على الانبعاث، لا التثبيط.
  3. لا تكتبها لتُعجب الناس… اكتبها لتوقظهم.

فربما كانت كلمتك هذه أول صوتٍ يسمعه النائم، فيفتح عينيه، ويبدأ المسير.
وهكذا تنهض أمة… من كلمة، لا من إذن.


Comments

Popular posts from this blog

حوار مع فضائي عن فصل الدين عن الدولة (1): صدمة القادم من الفضاء

الإسلام والبيئة (1): رسالة من المستقبل

حوار مع فضائي عن فصل الدين عن الدولة (2): الزنزانة الزرقاء وبداية الرحلة عبر تاريخ الإسلام