نهضة بلا إذن (8): حين تكون الكلمة طعنةً في صدر الباطل
لا يخاف الطغاة
من الدبابات.
ولا ترعبهم
العقوبات، ولا تُسقطهم صرخات الجياع.
الذي يهز
عروشهم هو:
كلمة… صغيرة، واضحة، صادقة.
لذلك… يسجنون
الكتّاب،
ويُلاحقون
الشعراء،
ويمنعون الكتب،
ويغلقون
المنصات.
لماذا؟
لأنهم يعرفون
أن الكلمة تُعريهم أكثر من الكاميرا، وتُسقطهم أسرع من الثورات.
هل رأيت كيف
تنهار إمبراطورية إعلامية بسبب تغريدة؟
أو كيف يتحرك
ضمير العالم بعد خطبة مؤثرة؟
أو كيف تحترق
دولة من الداخل بسبب مقال كشف المستور؟
إنها الكلمة حين تكون خنجرًا في صدر الكذب، لا زينة على شفاه الخطباء.
أنت تظن أن لا
تأثير لك…
لكن كلمتك
الصادقة قد تصل إلى طفلٍ في أقصى الأرض، فتزرع فيه الرفض.
وقد تصل إلى
جنديٍ غافل، فتهز إيمانه بالأوامر.
وقد تصل إلى
أمٍّ حزينة، فتصبر، وتربي ابنها على المجد بدل الذل.
الكلمة لا
تموت… بل تسافر.
تعيش أكثر من
صاحبها.
وتقاتل حين
يهرب الجميع.
خطوة عملية:
- لا
تنشغل بعدد المتابعين، ولا بقوة المنصة.
انشغل فقط بقوة الكلمة. - واجه الباطل بالحرف، كما يواجهك هو بالصوت والصورة.
- وحين تكتب، لا تكتب بحبرك فقط… بل بدمك، ودمعك، وألمك، وأملك.
الكلمة التي
تخشى أن تقولها اليوم…
قد تكون هي
نفسها التي يقرأها أحفادك غدًا وهم يقولون:
"هنا بدأت
الحكاية."
Comments
Post a Comment