سلسلة دروس وعبر من السيرة النبوية الشريفة (16): موت خديجة رضي الله عنها

الحقائق التاريخية:

ماتت خديجة رضي الله عنها بعد وفاة أبي طالب أي في السنة العاشرة من بعثة النبي ﷺ وقد كانت خديجة تخفف عن الرسول همومه وأحزانه لما يلقاه من عداء قريش، فلما ماتت حزن عليها حزنا شديداً، وسُمّي ذلك العام الذي مات فيه عمه أبو طالب وزوجه خديجة: "عام الحزن".

الدروس المستفادة:

الزوجة الصالحة المؤمنة بدعوة الحق تذلل كثيرا من الصعاب لزوجها الداعية إذا شاركته في همومه وآلامه، وبذلك تُخفف عنه عبء هذه الهموم، وتبث في نفسه الاسمترار والثبات، فيكون لها أثر في نجاح الدعوة وانتصارها.

وموقف السيدة خديجة رصي الله عنها من رسول الله ﷺ هو المثل الأعلى لما تستطيع الزوجة المؤمنة بدعوة الخير أن تلعبه من دور كبير في نجاح زوجها الداعية، وثباته، واستمراره في دعوته، وفقد مثل هذه الزوجة في احتدام معركة الإصلاح خسارة كبيرة.

والحزن على فقد الزوجة المؤمنة المخلصة حزن تقتضيه طبيعة الإخلاص للدعوة والوفاء للزوجة المثالية في تضحيتها وتأييدها، ولذلك ظل الرسول ﷺ طيلة حياته يذكر فضل خديجة ويترحم عليها ويبر صديقاتها حتى كانت عائشة تغار منها ـ وهي متوفاة ـ لكثرة ما كانت تسمع من ثناء النبي ﷺ عليها.

أحدث الدراسات:

أهمية دعم الزوجات في حياة الأزواج العاملين في مجالات الإصلاح والتغيير:

أشارت بعض الدراسات إلى أن وجود شريك داعم يمكن أن يقلل من التوتر ويزيد من القدرة على التعامل مع التحديات، وهو ما ينسجم مع دور السيدة خديجة رضي الله عنها في دعم الرسول ﷺ.

الاستقرار العاطفي ودوره في نجاح القادة والمصلحين:

في أحد الأبحاث التي تتناول العلاقة بين الاستقرار العاطفي في الحياة الشخصية وتأثيره على القرارات المهنية والقيادية، أوضح البحث أن القادة الذين يحصلون على دعم عاطفي من أسرهم يظهرون ثباتاً أكبر في مواجهة التحديات، مما يُسهم في تحقيق أهدافهم بشكل أكثر فاعلية.

خاتمة:

موقف السيدة خديجة رضي الله عنها هو نموذج يُحتذى به للزوجة المثالية التي تسهم في نجاح زوجها ودعمه في مسيرته الإصلاحية. ومن دروس السيرة النبوية أن العلاقات الزوجية يمكن أن تكون قاعدة صلبة لانطلاق دعوات الحق والتغيير، خاصة إذا كانت مبنية على الإيمان المشترك والدعم المتبادل.