سلسلة دروس وعبر من السيرة النبوية الشريفة (19): فرض الصلاة: معراج الروح

 Muhammad ﷺ Series

الحقائق التاريخية:

في ليلة الإسراء والمعراج فرضت الصلوات خمساً على كل مسلم بالغ عاقل.

الدروس المستفادة:

في فرض الصلاة ليلة الإسراء والمعراج إشارة إلى الحكمة التي من أجلها شُرعت الصلاة، فكأنّ الله يقول لعباده المؤمنين: إذا كان معراج رسولكم بجسمه وروحه إلى السماء معجزة، فليكن لكم في كل يوم خمس مرات معراج تعرج فيه أرواحكم وقلوبكم إليّ، ليكن لكم عروج روحي تحققون به الترفّع عن أهوائكم وشهواتكم، وتشهدون به من عظمتي وقدرتي ووحدانيتي، ما يدفعكم إلى السيادة على الأرض، لا عن طريق الاستعباد والقهر والغلبة، بل عن طريق الخير والسموّ، عن طريق الطهر والتسامي، عن طريق الصلاة.

أحدث الدراسات:

الصلاة ليست مجرد شعيرة دينية بل هي تجربة روحية متكاملة تحمل أبعاداً نفسية واجتماعية عميقة. تشير دراسات في علم النفس الإيجابي إلى أن الممارسات التأملية اليومية، مثل الصلاة، تُعزز من السلام الداخلي وتساعد على تنظيم المشاعر والحد من التوتر. فهي تعتبر محطة يومية للتأمل والتواصل مع الذات العليا.

من ناحية أخرى، تُظهر أبحاث علم الاجتماع أن الصلاة تُسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، حيث تجمعهم على هدف مشترك يتمثل في العبادة والالتزام بالقيم الأخلاقية. كما أن الصلاة الجماعية تقوي من الشعور بالانتماء وتزرع قيم التعاون والتضامن.

وفي السياق الروحي، نجد أن تكرار الصلاة خمس مرات يومياً يحقق توازنًا بين الجوانب الروحية والجسدية، مما يعكس الحكمة الإلهية في تشريعها بهذا الشكل.

خاتمة:

فرض الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج هو أعظم تذكير بأن العلاقة مع الله ليست محدودة بالمكان أو الزمان. بل إنها تجربة يومية مستمرة ترفع الروح وتسمو بالنفس فوق شواغل الدنيا. ومع كل سجدة، يقترب المسلم من خالقه، معززًا علاقته به ومجددًا طاقته الروحية لمواجهة تحديات الحياة.

Comments

Popular posts from this blog

حوار مع فضائي عن فصل الدين عن الدولة (1): صدمة القادم من الفضاء

الإسلام والبيئة (1): رسالة من المستقبل

حوار مع فضائي عن فصل الدين عن الدولة (2): الزنزانة الزرقاء وبداية الرحلة عبر تاريخ الإسلام