رمضان والقرآن: رحلة في محاور السور (1)
الحمد لله الذي أنزل القرآن نورًا، وخصّ به شهر رمضان ليكون زمان الهداية ومدارسة الوحي، والصلاة والسلام على من كان خُلُقه القرآن، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إذا أقبل رمضان، أقبلت معه أنوار القرآن، وتسابقت الأرواح في رحاب آياته، تلاوةً وختمًا وتدبرًا. غير أنّ كثيرًا منا، في زحمة القراءة ومواسم الختمات، يجد نفسه غارقًا في تفاصيل السور، متنقلًا بين الآيات دون أن يدرك الصورة الكبرى التي ترسمها كل سورة، وكأننا نرى الأشجار لكننا لا نبصر جمال الغابة التي تتشكل منها.
في هذه السلسلة، لن نقف عند كل كلمة أو تفسير كل آية بمفردها، بل سنرتقي لنرى السورة بعمقها واتساقها، نستكشف محاورها الرئيسة، وندرك نسيجها المتين، لنقترب أكثر من مراد الله فيها. سنحاول أن نفهم كيف ينساب الخطاب الإلهي، كيف تتلاقى الموضوعات، وكيف يوجهنا القرآن ليكون لنا هاديًا في درب الحياة.
هدفنا أن نقرأ القرآن بقلب واعٍ، ونرتبط به ارتباط فهم ومحبة، لا مجرد ألفاظ تمرّ دون أن تترك أثرها في الفكر والسلوك. عسانا بذلك نخرج من رمضان ونحن أقرب إلى كلام الله، متأملين في معانيه، عاملين به، متذوقين لبلاغته وروعة نظمه.
فهلمّوا معنا في هذه الرحلة، لنكتشف معًا روعة هندسة السور، وجمال بنائها، وننعم بأنوارها وهي تهدينا سواء السبيل.
Comments
Post a Comment