فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ (18): كيد الباطل وتخبطه

 

سلسلة فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ

قال الله تعالى:

{إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ﴿18﴾ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴿19﴾ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴿20﴾}


لطائف التفسير وإعداد الداعية:

  • هذه الآيات تصف اللحظة التي جلس فيها الوليد بن المغيرة يُعمل فكره كيف يرد على دعوة الإسلام، وكيف يشوّه القرآن أمام الناس.
  • {فَكَّرَ وَقَدَّرَ} أي خطّط ودبّر في نفسه، ولم يكن تفكيره للوصول إلى الحقيقة، بل كان تفكيرًا مغرضًا.
  • {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} دعاء عليه بالهلاك والتعجب من سوء تفكيره، وهذا التكرار فيه توبيخ شديد.
  • أهل الباطل لا يسلكون طريق المواجهة المباشرة مع الحق، بل يلجؤون للمكر والخداع والتضليل الإعلامي.


إسقاطات معاصرة:

  • كل الطغاة عبر التاريخ حين يعجزون عن مجابهة الحق بالحجة، يلجؤون إلى التخطيط لشيطنته، كما فعل الوليد.
  • الإعلام المعادي اليوم هو امتداد لكيد الوليد، حيث تُعقد الاجتماعات، وتُكتب التقارير، وتُرصد الأموال لتشويه صورة الإسلام ودعاته.
  • انظر إلى حملات تشويه العلماء والمصلحين، كيف تجتهد المخابرات والمراكز البحثية والإعلام في تشويههم، تمامًا كما فعل الوليد حين حاول أن يجد تهمة يلبسها للنبي صلى الله عليه وسلم.
  • لكن في النهاية، كما فشل الوليد وسقط، فإنّ كل من يحارب الإسلام مصيره السقوط، لأنّ الله قد تكفل بحفظ دينه.


هذه الآيات ترشد الداعية إلى أنّ الباطل مهما تفنن في التخطيط، فإنه لا يملك سوى الوهم، ومآله إلى الزوال، فليكن على يقين بنصر الله وصبره على طريق الدعوة.

Comments

Popular posts from this blog

حوار مع فضائي عن فصل الدين عن الدولة (1): صدمة القادم من الفضاء

الإسلام والبيئة (1): رسالة من المستقبل

حوار مع فضائي عن فصل الدين عن الدولة (2): الزنزانة الزرقاء وبداية الرحلة عبر تاريخ الإسلام