الإسلام والبيئة (56): الماء الطهور... كيف حماه الإسلام من التلوث؟
تأمل طفل الماء الأخضر في البركة الآسنة، ثم سأل الحكيم:
"كيف حمى الإسلام الماء من التلوث؟"
ابتسم الحكيم وقال:
"النبي ﷺ وضع قواعد ذهبية لمنع تلويث الماء، منها:"
ــ عدم التبول في الماء: قال النبي ﷺ:
"لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري، ثم يغتسل فيه" رواه مسلم
وهذا تحذير من تلويث المياه الراكدة، لأنها لا تتجدد بسرعة مثل المياه الجارية.
ــ عدم التنفس في الإناء: قال النبي ﷺ:
"إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الماء." رواه البخاري ومسلم
فسأل طفل بدهشة:
"لماذا؟ هل يمكن أن يلوث النفس الماء؟"
أجاب الحكيم:
"نعم، فقد يحمل معه جراثيم وأمراضًا قد تنتقل للآخرين."
ــ النهي عن النفخ في الماء: قال النبي ﷺ:
"لا ينفخن أحدكم في الشراب." رواه الترمذي
قالت الطفلة متعجبة:
"لكن لماذا؟"
أجاب الحكيم: "النفخ قد ينقل الجراثيم، وقد يختلط الريق بالماء، مما يفسده."
ــ عدم إدخال اليد في الماء بعد الاستيقاظ من النوم: قال النبي ﷺ:
"إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يغمس يده في الماء حتى يغسلها ثلاثًا، فإنه لا يدري أين باتت يده." رواه مسلم
قال الطفل:
"وهل هذا مهم؟"
أجاب الحكيم:
"طبعًا! فقد تكون اليد لمست شيئًا ملوثًا أثناء النوم دون أن نشعر."
ــ تغطية أوعية الماء: قال النبي ﷺ:
"غطوا الإناء وأوكئوا السقاء." رواه مسلم
علّق أحد الأطفال:
"هذا يشبه ما يفعله الأطباء اليوم لمنع الجراثيم من دخول الطعام والماء!"
قنوات الصرف الصحي... فكرة إسلامية!
قال طفل متحمسًا:
"لكن كيف يمكننا اليوم تطبيق هذه القواعد؟"
أجاب الحكيم:
"المسلمون في الماضي كانوا سبّاقين في إنشاء قنوات للصرف الصحي لمنع تلويث المياه الصالحة للشرب، فكانوا يبنون المراحيض بعيدًا عن مصادر الماء، ويفصلون بين المياه النظيفة والمياه المستعملة، وهذا ما تفعله المدن الحديثة اليوم!"
الماء أمانة... فكيف نحافظ عليه؟
نظر الحكيم إلى الأطفال وقال:
"الرسول ﷺ لم يمنعنا من تلويث الماء فقط، بل جعل الحفاظ عليه عبادة. إذا أردنا أن تعود الأنهار صافية، والبحيرات نقية، فعلينا أن نتبع هذه التعاليم ونجعلها جزءًا من حياتنا."
قالت الطفلة بحماس:
"يعني، إذا أردنا مستقبلًا نظيفًا، علينا أن نحمي الماء كما أمرنا الإسلام!"
أومأ الحكيم بفخر، وقال:
"نعم، الماء سر الحياة، والمسلم الحق هو الذي يصونه ولا يفرّط فيه!"
Comments
Post a Comment