نهضة بلا إذن (10): من الذي أيقظنا؟

 

سلسلة نهضة بلا إذن

إذا كنا ما زلنا نائمين...
فمن أين جاء هذا القلق؟
وهذه الأسئلة التي لا تكفّ عن الطرق على جدران صدورنا؟
من الذي أشعل النيران في عقول الشباب، حتى في أحلك بقاع اليأس؟


الاستيقاظ لا يبدأ بصيحة، بل بوخزة ضمير،
بمعلومة تقلب ميزان الفهم،
بموقف يهزّ الإنسان في عمقه.

نحن لم نستيقظ بعد، لكننا أدركنا أننا نحلم... وهذه بداية النهاية للحلم الطويل.

من الذي أيقظنا؟
ربما لم يكن شخصًا بعينه،
بل كانت الآهات التي اختنقت في صدورنا، ثم وجدت لها صوتًا.

كانت صور الأطفال في غزة،
وصيحات التكبير في باحات الأقصى،
كانت الكتابات، والتغريدات، والحوارات المتأخرة ليلًا بين قلوب متعبة لكنها يقظة.


لقد أيقظنا الظلم الذي لم يعد يحتمل التأجيل.
وأيقظتنا الدماء الطاهرة التي رفضت أن تسيل بلا أثر.
وأيقظتنا الأسئلة الكبرى:

  • إلى متى؟
  • ماذا بعد؟
  • لماذا لا نتغير؟

لم نُوقَظ من طرف بطل، بل من طرف الألم، والقهر، والذاكرة.
ولعل أجمل ما في هذا "الاستيقاظ التدريجي" أنه لا يمكن لأحد أن يُوقفه.
فالفكرة إذا خرجت من رحم المأساة، لا يمكن قتلها.


خطوة عملية:

  • راقب كيف بدأ وعيك يتشكل. من أين؟ متى؟ ولماذا؟ ثم حافظ على هذا الخط.
  • شارك من حولك لا بما "تعرف"، بل بما "تسأل".
    فالأسئلة توقظ أكثر من الأجوبة.
  • لا تتكبر على البسطاء… فربما في أعماق أحدهم نَفسُ مصلحٍ كبير، ينتظر فقط أن تقول له: "أنت مهم".

نحن لا نحتاج أن نعرف "من أيقظنا"، بل أن نتأكد أن يقظتنا لن تنام من جديد.


Comments

Popular posts from this blog

حوار مع فضائي عن فصل الدين عن الدولة (1): صدمة القادم من الفضاء

الإسلام والبيئة (1): رسالة من المستقبل

حوار مع فضائي عن فصل الدين عن الدولة (2): الزنزانة الزرقاء وبداية الرحلة عبر تاريخ الإسلام