نهضة بلا إذن (11): من المناجاة إلى حديث شعب
في البداية، كانت مجرد مناجاة...
كان شاب وحيد
يحدّث نفسه ليلًا:
لماذا نحن؟
لماذا الآن؟ لماذا لا ننهض؟
كانت أمًّا
تنظر إلى أطفالها وتكتم دمعتها:
أي مستقبل هذا
الذي نسلمه لهم؟
وكان شيخًا
مسنًّا يهز رأسه في صمت:
رأيت كثيرًا…
لكني لم أر الذل بهذا الشكل.
كل ذلك لم يكن
ثورة، لم يكن نداءً، لم يكن تغييرًا...
بل كان مناجاة
قلب مكلوم، ونفس تبحث عن معنى.
لكنّ المناجاة
إذا صدقت، فإنها تتسرب.
تخرج في حديث
عابر، أو منشور مقتضب،
أو عبر صوتٍ
متهدّج في جلسة مع الأصدقاء…
ثم تجد صدى.
وتتفاجأ أن ما
ظننته فكرتك وحدك…
هو في الحقيقة إحساس
أمة.
ما الذي حول المناجاة إلى حديث شعب؟
- الصدق، لأن ما خرج من القلب وصل.
- الزمن، لأن جراح الأمة لا تندمل إلا حين يُسمع صراخها.
- المشاركة، لأن الفكر إذا لم يُتداول مات.
حين بدأ الناس
يردّدون نفس الأسئلة،
حين صرنا نكمل
أفكار بعضنا البعض،
حين صار الأمل
كلمة شائعة بعد أن كان نكتة حزينة…
هنا بدأت مناجاة
الأفراد تتحول إلى يقظة جماعية.
خطوة عملية:
- لا
تستخف بكلامك، لا تقل: "ما الفائدة؟".
كل صوت مخلص يُقال اليوم،
هو لبنة في بناء المعنى الجماعي. - أنشئ
حلقات نقاش، مجموعات فكر، مشاريع صغيرة…
اجعل الأفكار تمشي على الأرض لا أن تموت في الصدور. - تذكّر: الثورة تبدأ حين لا يعود الناس يخجلون من الحلم علنًا.
ما كان نجوى
صار حوارًا. وما كان ألمًا فرديًّا صار موقفًا أمميًّا.
والكلمة التي
لم يكن يسمعها أحد… صارت اليوم تُحدث أثرًا على بعد آلاف الأميال.
لا تظن أن صوتك
ضعيف،
فأحيانًا… حديثك الصادق هو ما يجعل الصمت ينهار.
Comments
Post a Comment