نهضة بلا إذن (4): كيف نمتلك أدوات النهضة؟

النية الصادقة لا تكفي.

والغضب على الواقع، رغم شرعيته، لا يبني واقعًا جديدًا.

لذلك، من أهم شروط الانتقال من موقع "الضحية" إلى "الفاعل الحضاري"، أن نسأل:

ماذا علينا أن نفعل الآن؟

لا غدًا. لا بعد التحرير. لا بعد الانتخابات.

الأمم لا تنتظر الإذن لتنهض. والأفراد الأحرار لا ينتظرون التعليمات ليبدؤوا.

إليك أربع خطوات عملية يجب أن تكون قاعدة لأبناء هذه الأمة في كل بلد ومدينة وقرية:

إعادة تعريف النجاح

ما زال الكثيرون يعتبرون النجاح فرديًا: وظيفة، مال، شهادة.

لكن الأمم التي تنهض تُعيد تعريف النجاح على أنه:

"مساهمة فعّالة في بناء وعي المجتمع، وتحرير إرادته، واستعادة دوره في التاريخ."

كل أب، كل معلّم، كل شاب… يجب أن يُعيد ترتيب أهدافه وفق هذا المعيار.

تحرير المناهج التربوية

قبل أن نحرر الأرض، نحرر العقول.

فلنبدأ من بيوتنا ومساجدنا ومدارسنا الصغيرة:

نُعلم أبناءنا معنى الحرية الحقيقية: أن لا تكون تابعًا لفكر ولا شهوة ولا عدو.
نُدرّس التاريخ لا كذكريات بل كدروس عملية: لماذا سقطت الأندلس؟ لماذا نهضت ماليزيا؟
نُكافئ التفكير النقدي لا الحفظ الأعمى.

مبادرات مجتمعية تبني الاستقلال

لا نحتاج دولة لتبدأ النهضة، بل مجتمعًا صغيرًا واعيًا:

كل عمل صغير يُساهم في بناء الأمة. وكل وعي فردي هو نواة لتحول جماعي.

التحصين الإعلامي والفكري

نحن أمة تحت قصف دائم، ليس فقط بالقنابل، بل بالأفكار والصور والمصطلحات.

فليكن من أولوياتنا:

ومضة:

لا تنتظر من الزمان أن يُصبح مثاليًا…

اصنع زاويتك الخاصة من النهضة وابدأ منها، ولو كانت صغيرة.

فالحضارات العظيمة تبدأ دائمًا من مكان غير متوقع.

AlyGadElmoula