نهضة بلا إذن (7): الكلمة التي تهزم السيف
في كل معركة
بين سيفٍ وكلمة…
ينتصر السيف
أولًا.
لكن حين يعود
التاريخ إلى وعيه، يُكتب النصر للكلمة.
لماذا؟
لأن السيف يفرض
الخضوع،
أما الكلمة
فتصنع قناعةً لا تُقهَر.
الذين صنعوا
التغيير الحقيقي في الأمم لم يكونوا ملوكًا ولا جنرالات… بل كانوا حملة كلمة.
كلمةٌ حوّلت
الرعاة إلى سادة،
والأُميّين إلى
قادة،
والمستضعفين
إلى صنّاع حضارة.
ليس ذلك خيالًا ولا شعرًا، بل سنة ماضية.
■ حين أرسل الله موسى عليه السلام، قال له:
"اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ
طَغَىٰ • فَقُلْ..."
لم يقل:
"فقاتل"، ولا "فاصرخ"، بل: "فقُلْ".
لأن البداية
دائمًا كلمة.
■ أول ما نزل من القرآن لم يكن أمرًا بالجهاد، ولا الصلاة… بل:
"اقْرَأْ"
كأنّ الوحي يقول:
غيّر العالم
بالكلمة أولًا.
لكن ما قيمة الكلمة في زمنٍ تُحاصر فيه المساجد، وتُحرق البيوت، وتُدفن الأرواح تحت الركام؟
قيمتها أنها ما
تزال النافذة الأخيرة نحو النور.
هي التي تُبقي
على صوت الحقيقة حيًا وسط ضجيج القنابل.
هي التي تكتب
التاريخ حين يضلله الإعلام، وتُوقظ الضمير حين يخدّره الخوف.
الكلمة الحق
اليوم ليست ترفًا فكريًا…
بل واجبٌ على كل فرد منّا.
خطوة عملية:
- اجعل
لك "كلمة أسبوعية" لا بد أن تخرج.
سواء مقالة، فيديو، خطبة، قصيدة، أو حتى تعليقًا عابرًا فيه وعي وكرامة. - تدرّب على قول الحق بأدب، والصدق بلطف، والشجاعة بحكمة.
- تتبّع
أثر كلماتك: من تفاعل؟ من تغير؟ من سأل؟
حين ترى بذرةً تنبت، ستدرك أنك لم تتكلم عبثًا.
في زمن المعارك الكبرى، الكلمة الصادقة سلاحٌ لا يُرى… لكن لا يُقهر.
Comments
Post a Comment