نهضة بلا إذن (9): نهاية البطولة الفردية
لقد عشنا دهورًا طويلة نبحث عن "المخلّص".
نحلم بفارس يقتحم الظلم وحده، يرفع رايتنا، ويشفي جراحنا، ويدوس على طغيانهم… ثم يعود إلينا ليُعيد ترتيب أحلامنا.
لكن كل ما حصدناه كان: حكايات.
تُروى بشغف، وتُسمع بدهشة، ثم تُنسى.
لم تصبح يومًا "مشروعًا"، ولم تتحول إلى حضارة.
لقد احترق
أبطال كثيرون من أجلنا.
ثاروا،
وانتفضوا، وأشعلوا قلوبنا، ثم سقطوا وحدهم… وبقينا نحن على الأرصفة، نصفّق لهم
ونبكي!
إن البطولة الحقيقية ليست في صيحة رجلٍ واحد وسط الظلام، بل في صرخة أمّةٍ كاملة تقول: "كفى!"
نحن لا نحتاج إلى من يوقظ ضمير الأمة… بل نحتاج إلى أن يتحوّل كل ضمير إلى نداء يقظة لا يهدأ.
لقد ولّى زمن
الأبطال الخارقين الذين يُغيّرون مجرى التاريخ وحدهم.
فالطغيان اليوم
أشد تنظيمًا، وأعمق اختراقًا، وأخبث تأثيرًا.
ولا يواجهه
"بطل"، بل أمة منظمة، واعية، صامدة.
أمتنا لا ينقصها المخلصون… ينقصها أن تتوقف عن انتظارهم!
خطوة عملية:
- لا تتوقف عن العمل بحجة أن الأمة نائمة. كن أنت الموقظ لها.
- ابحث عن الآخرين ممن استيقظوا، وابدأوا التكاتف في مشاريع صغيرة… لكنها حقيقية.
- حين ترى ظلمًا لا تصرخ وحدك… بل اجعلها صرخة جامعة، حديثًا عامًا، وعيًا جماعيًا.
نحن لا نكتب
سطورًا لتُضاف إلى دفتر الحكايات.
بل نكتب
مفاتيح، لعلها تُفتح بها أبواب التاريخ.
Comments
Post a Comment